شهر رمضان شهر تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين متفق عليه البخاري (1898)، مسلم (1079)، وفي رواية مسلم عنه: فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين مسلم (1079/2)



فيا أخي:


اعلم أن أبواب الجنة تفتح في رمضان، وأن أبواب النار تغلق فيه أيضا، وذلك على الحقيقة دون تأويل، وهذا من نعم الله العظيمة، يتفضل بها على عباده في هذا الشهر الكريم.


فوا عجباً لمن يعلم أن الجنة تفتح أبوابها وتتزين للصائمين في رمضان، ثم لا يشتاق إليها ويحث السير نحوها، ويسعى لها.


عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة. أخرجه الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه، وحسن إسناده الألباني في "الصحيحة" (2/637-638) (954) وانظر "المشكاة" (5348)


اعمل لدار غداً رضوان خازنها         الجار أحمد   والرحمن   بانيها

قصورها ذهب والمسك طينتها          والزعفران حشيش نابت فيها


فالحذر أن تقدم على جنة عرضها السموات والأرض وليس لك فيها موضع قدم.


أخي الحبيب:


كما أن الجنة تفتح أبوابها في رمضان، فإن النار تغلق أبوابها في رمضان، فما أعظمها من نعمة يتفضل الله بها على العباد.


فوا عجباً لمن يعلم أن النار تسجر، ولا يفعل ما ينجيه منها، أما سمع قوله تعالى: إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً. لِلطَّاغِينَ مَآباً النبأ /21-22، وقوله صلى الله عليه وسلم: يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها أخرجه مسلم (2842) عن أنس رضي الله عنه.


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم…  رواه البخاري (3265)، ومسلم (2843)


فيا أيها الغافل عن نفسه، دع التفكير فيما أنت مرتحل عنه، واصرف الفكر إلى ما أنت وارد عليه، فلقد أخبر الملك سبحانه وتعالى أن النار مورد الجميع، فقال تعالى:  وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً. ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً مريم /71 – 72.


فأنت يا عبد الله من الورود على يقين، ومن النجاة على شك، فاستشعر في قلبك هول هذا المورد، فعساك تسعد بالنجاة منه، وتأمَّل في حال الخلائق وقد قاسوا من دواهي القيامة ما قاسوا فينما هم في كربها وأهوالها وقوفاً ينتظرون فصل القضاء، إذ أحاطت بالمجرمين ظلمات ذات شعب، وأظلت عليهم نار ذات لهب، وسمعوا لها تغيظاً وزفيراً، فعندها أيقن المجرمون بالعطب، فأسكنوا داراً ضيقة الأرجاء، مظلمة المسالك، يخلد فيها الأسير، ويوقد فيها السعير، طعام أهلها الزقوم، وشرابهم فيها الحميم، ومستقرهم الجحيم، الزبانية تقمعهم، والهاوية تجمعهم.


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع وجبة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تدرون ما هذا؟ " قال: قلنا الله ورسوله أعلم، قال: هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفاً، فهو في النار الآن حين انتهى إلى قعرها  أخرجه مسلم (7096)


أخي: فالنار أعدها الله للمجرمين الفجار، فإياك إياك أن تكون من أهلها، واغتنم هذا الشهر في فعل الطاعات، وعمل القربات وترك المحرمات، عسى الله  أن يرفع لك الدرجات، وتكتب في عداد المقبولين وتعتق من النار.



المصدر : https://m.islamqa.info/ar/articles/16

لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

0تعليقات