محبة الله للعبد

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على اشرف الانبياء و المرسلن سيدنا محمد عليه افضل الصلاة  و التسليم اما بعد ،،

فان محبة الله عز وجل هي التي تنافس فيها المتنافسون وسعى اليها الاولياء الصالحون فنالوها بطاعته ونالوها بعبادته فسارو في طريق الحب حتى وصلو ، وجاهدو انفسهم وانتصرو ، فوجدو حلاوة الايمان وصبرو على الاذى و العصيان فتمنو محبة الله فنالوها ، وطلبو الجنة فاعطوها ، فعملو اعمال القلوب وسار على النهج المطلوب ، فأحبو لقاء الله فاحب الله لقائهم ،،


فهل يستطيع العبد ان ينال محبة الله عز وجل ؟ ، وهل محبة العبد لله كمحبة الله للعبد ؟
فيستطيع العبد ان ينال محبة الله عز وجل بالبحث عن الامور التي يحبها الله فيتقرب بها الى الله ويبحث عن الامور التي لا يحبها فيجتنبها ، حتى ينعم عليه الله بهذه المنزلة العظيمة .


ومحبة الله عز وجل ليست كمحبة العبد لله ، فالكل يدعي محبة الله ولكن الشأن في ان يحبك الله 
كمى قال بعض العلماء : ( الشأن كل الشأن في أن الله يحبك لا أنك تحب الله )

قال ابن القيم رحمه الله :وهو الودود يحبهــــم ويحـــبه أحبابه والفضـل للمنان
وهو الذي جعل المحبة في قلو بهم وجازاهم بحب ثان


و لهذا اجمع اهل السنة و الجماعة على اثباتها لله عز وجل ، فيثبتون ما اثبته الله لنفسه في الكتاب          و السنة 
فلا يأوِّلونها : كالاشاعرة ولا يعطلونها : كالمعتزلة و الجهمية ولا يشبهونها بصفات المخلوقات فالله عز وجل ليس كثلة شيء فتختلف ذاته عن ذاتنا كمى تختلف صفاته عن صفاتنا فنثبت له صفة المحبة لانه هو من اثبتها لنفسه كما 
قال تعالى : ( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) و قال :﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31]
وذكر الله العديد من الاعمال التي توصل الى محبته عز وجل كي يجتهد العبد المؤمن للوصول اليها ، فيجتهد و يتتبع اسباب الوصول الى هذه المزلة العظيمة.

ثمرات حب الله للعبد :
معية الله عز وجل :فذكر في الحديث المشهور اهم ثمرات هذا الحب :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا أحببته كنت
ا - سمعه الذي يسمع به ، 
ب - وبصره الذي يبصر به 
ج - ويده التي يبطش بها 
د - ورجله التي يمشي بها 
هـ - وإن سألني لأعطينه 
و - ولئن استعاذني لأعيذنه 
س - وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته .               [ رواه البخاري ].






لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم