تعقيب إدارة موقع الإسلام على ما نشر في صحيفة الحياة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
فقد نشرت صحيفة الحياة في عددها الصادر بتاريخ ( 18 / 12 / 1435 ) تحقيقا بعنوان :
( موقع لوزارة «الشؤون الإسلامية» يروّج لـ«الجهاد» ودعم المقاتلين .. ويصف المبتعثين بـ«الانحلال»! ) وتضمن أمثلة لمقتطفات منشورة في موقع الإسلام ، وإذ نشكر الصحيفة والكاتب على اهتمامهم بموضوع تصفية وتنقية ما يُنشر في جميع الوسائل مما يُخالف الشريعة ووسطيتها ونؤيد مبدأ التعاون في ذلك ، وهذه حالة صحية تدل على مستوى الوعي بخطورة الأفكار المتشددة والمتطرفة المخالفة للشريعة.
ونأمل عرض النقاط التالية:
1- موقع الإسلام ( al-islam.com ) هو موقع موسوعي وهو أول مكتبة إلكترونية تقدم خدمات بحثية وموضوعية عبر تحليل النصّ تهدف إلى تقريب العلوم الشرعية باختلاف فنونها وتنوع مذاهبها المعتبرة للباحث والمهتم ؛ لذلك يزور صفحات البحث والموسوعات والنوافذ التفاعلية أكثر من سبعمئة ألف مُستخِدم شهريا , وهذا يدعونا إلى تحمّل مسؤولية أكبر في مراجعة وتحديث المعلومات وفق آلية مُنضبطة غير عشوائية تحفظ للموقع حياده العلمي وشموليته الموسوعية ورصانة المحتوى ، لذلك تصلنا عدة مقترحات وانتقادات نتعامل معها بجدية ، وما نشرته صحيفة الحياة مهم وبدأنا فعليا بفرزه وفق الآلية العلمية المُتبعة.
2- ما ذكره الكاتب من نماذج ينقسم إلى قسمين:
الأول: حق وهو جزء من ديننا وثقافتنا لا نخجل ولا نتبرأ منه ، فالجهاد – بمفهومه الشرعي الصحيح – جاءت به نصوص القرآن والسنة ونؤمن به ونعلنه ونتمسك به لأنه من ديننا بضوابطه ومعانيه الصحيحة لا بما يفهمه الغلاة ؛ لذلك تمنينا أن كاتب الخبر دخل على الرابط الموضح في وسط الموقع عن الإرهاب ليجد رؤية الوزارة ومنهاجها لمفهوم الجهاد ، ويجد الجهد العلمي والحواري الذي بُذل خلال اثني عشر سنة في مواجهة الإرهاب والغلو والتطرف , ولعل الكاتب لم يسعفه الوقت لاستعراض أكثر من خمسة وعشرين ألف مادة في تعزيز الوسطية ونبذ الغلو والتطرف ومناقشة شبهات الغلاة ، مما جعلها مرجعا مهما للباحثين والمختصين في داخل المملكة وخارجها. فالدراسات الأكاديمية فقط التي أفادت من المحتوى بشكل أساس أكثر من ( 30 ) دراسة ، ونشرت الكثير من المواد في أبحاث ورسائل غربية توضح منهج الوسطية الذي تتبناه وزارة الشؤون الإسلامية ونشرت ترجمتها بعض الصحف السعودية.
وثمة عبارات أخرى ذكرها الكاتب تندرج تحت هذا القسم من الحق الذي يجب أن نؤمن به ونؤيده إن كان بوجهه الصحيح المستقيم وهو ما أكدنا عليه وعززناه في أكثر من خمسة عشرين ألف مادة توجيهية توضح المنهاج الصحيح في التعامل مع النوازل والمسائل الشائكة ، فبعض العبارات التي تفضل بها الكاتب حق مثل ( إشعال جذوة الحماسة لحماية حرمات الإسلام ومقدساته وأوطانه )
( صون دماء المسلمين ) ( الدفاع عن عقيدة الإسلام وشريعته ) ( قادة الكفر يريدون انتزاع الدين من الشباب ).
الثاني: انتقائية تخالف المنهاج العلمي في النقد الذي يقضي بأن تعرض الكلام المُنتقَد مع سياقه ، أما انتقاء واستلال عبارات وتحميلها مالا تحتمل فليس منهاجا علميا ، فالكاتب انتقد بعض الخطب – وهي من خطب الحرمين – وخطب علماء المملكة المعتبرين التي تعالج المظاهر السلبية في التعامل مع الابتعاث ولها سياقها الخاص بها ، وهي قضية اجتماعية مهمة ، والسلبيات تناقش على جميع المستويات بطريقة متزنة علمية للخروج ببرامج ومشاريع ، سواء في الابتعاث أو غيره تتلاءم مع ديننا وعاداتنا ، وهو الموجود الآن.
فأغلب شبابنا وفتياتنا المبتعثين على قدر من الوعي مما يجعلنا نفخر بهم ، ونحن على تواصل في موقع الإسلام مع المبتعثين وتبادلنا معهم الرؤى فيما يعزز أهداف برنامج الابتعاث.
ورغم أن موقع الإسلام ضمن سياساته المعلنة والموضحة في الموقع لا يتبنى إلا ما يُطرَح باسمه لأنه موقع بحثي موسوعي فلا نتحمل الرأي المتضمن في نصف مليون صفحة داخل الموقع ، كما أن العرف المهني يقضي بأن ما ينشر في صحيفة الحياة لا يعبر عن رأي الصحيفة بالضرورة.
ولذلك ننشر من المواد والمقالات ما يعبر عن المنهاج الصحيح المعتدل التي تجاوزها الكاتب ولم يستعرضها ، فالخطب المخصصة فقط في مواجهة الإرهاب بشكل صحيح وصريح بلغت ( 160 ) خطبة . وتأصيل الفهم الصحيح للنوازل تعدى ( 200 ) مادة علمية ، فمن الغريب تجاهل أكثر من خمسة عشرين ألف مادة مخصصة ومبنية علميا ومعرفيا لمواجهة الإرهاب والتطرف ، في مقابل عبارات موهمة داخل كتب كان لها ظرفها الزمني ولو قُرئت بسياقها لاتضح الإشكال.
ومع ذلك .. فلا توجد لدى الوزارة مشكلة في توخي الصواب وتعديل الخطأ وسبق للموقع تعديل وحذف عدة مواد وفق منهجية علمية ، فنحن نتعامل مع كم هائل من المعلومات والمواد التراثية والعصرية ، ونحاول أن نكون جزءا من الحراك الشرعي والفكري يدعم الباحث والمختص والمهتم بتوفير محتوى علمي شامل . لذلك جاءت بعض انتقادات الكاتب مُستلة من أوراق عمل مؤتمرات وندوات وليس من الأمانة العلمية أن نتصرف بالمؤلفات والأبحاث – فهذا عبث – لكن أنشأنا خطا تصحيحاً وسطياً يعبر عن المنهاج الصحيح الذي يتلاءم مع روح الشريعة وينبذ التطرف.
في الختام .. نكرر الشكر والتقدير للكاتب وللصحيفة ونؤكد احترامنا للنقد ونأخذه مأخذ الجد والاهتمام ، ونُدرك أن الهدف من ذلك هو التعاون في صيانة المجتمع من الأفكار الضالة ، ويسعدنا التواصل بالمقترحات والملحوظات على : info@al-islam.com.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
إدارة موقع الإسلام موقعهم الرسمي هنا