

التبرك بقبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو مسألة تُناقش ضمن القواعد الشرعية التي تتعلق بزيارة القبور واحترامها. هناك إجماع بين العلماء على أن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة ومستحبة، خاصة للدعاء والصلاة عليه. ومع ذلك، فإن التبرك بالقبر ذاته (كلمسه أو التمسح به) يعتبر من المسائل الخلافية بين العلماء.
أقوال العلماء في التبرك بالقبر
الرأي المانع:
يرى جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة أن التمسح بالقبر أو طلب البركة منه غير جائز، لأن ذلك قد يؤدي إلى ما يشبه الشرك أو الغلو. وهذا مستند إلى النهي عن الغلو في القبور الذي جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، مثل قوله:
"لا تجعلوا قبري عيدًا، ولا تجعلوا بيوتكم قبورًا، وصلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" (رواه أبو داود).
التبرك يكون بالاتباع والسير على سنته صلى الله عليه وسلم وليس بالأفعال التي لم ترد في السنة.
الرأي المجيز بشروط:
هناك رأي لبعض العلماء (وهو قليل) يجيز التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم بشرط أن يكون ذلك من باب التعبير عن المحبة وليس من الاعتقاد بأن البركة تأتي من الحجر نفسه، بل لأن القبر متعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم.
الأدلة التي يعتمد عليها الرأي المانع
قول الله تعالى:
"وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا" (الجن: 18).
يُفهم منه أن العبادة يجب أن تكون خالصة لله دون التعلق بالقبور.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (متفق عليه).
وهذا تحذير واضح من الغلو في القبور الذي قد يؤدي إلى الشرك.
الخلاصة
التبرك الشرعي بالنبي صلى الله عليه وسلم يكون بالصلاة عليه، اتباع سنته، والدعاء عند قبره صلى الله عليه وسلم، وليس بمس القبر أو التمسح به. أما التبرك المادي بالقبر، فإنه يُعتبر بدعة عند جمهور العلماء وقد يؤدي إلى الغلو المذموم.
إقرأ أيضا :
التبَرُّكِ البِدْعِيِّ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعد وفاتِه: التبَرُّكُ بقَبْرِه صلَّى اللهُ
(اتَّفَق الأئمَّةُ على أنَّه لا يَتمسَّحُ بقبرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولا يُقبِّلُه.
0تعليقات