الحمد لله.
هذه العبارة مشروعة؛ فالله تعالى هو المستحق للشكر.
والشكر هو بمعنى: الحمد.
قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى:
" ولا تمانع بين أهل المعرفة بلغات العرب من الحكم لقول القائل: الحمد لله شكرا، بالصحة، فقد تبين - إذ كان ذلك عند جميعهم صحيحا - أن الحمد قد ينطق به في موضع الشكر، وأن الشكر قد يوضع موضع الحمد؛ لأن ذلك لو لم يكن كذلك، لما جاز أن يقال: الحمد لله شكرا.
فيخرج من قول القائل الحمد لله. مصدر "أشكر"؛ لأن الشكر لو لم يكن بمعنى الحمد، كان خطأ أن يصدر من الحمد غير معناه وغير لفظه " انتهى. "تفسير الطبري" (1 / 137).
وهذا أيضا يتناوله عموم النصوص الآمرة بشكر الله تعالى.
كقول الله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ لقمان/12.
وقول الله تعالى: بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ الزمر/66.
فهذه العبارة معناها مشروع، مأمور به، وكذلك ألفاظها، فهي كالذكر الشرعي: الحمد لله.
لكن ينبغي ألا تقال هذه العبارة: عند من يظن أن معناها، أن شكر الله، كشكر العباد بعضهم بعضا، أو متى ظهر منها عدم ملاءمة لمقام الله عز وجل، وكان أداؤها، أو استعمالها، مبتذلا من الناس، غير لائق بجناب الله؛ فليدع العبد ما يريبه من ذلك وغيره، وليستعمل ما لا ريب فيه، ولا يعذله الناس في استعماله، ولا يرون فيه تقحما، ولا جراءة على مقام الأدب مع رب العالمين؛ جل جلاله، وسبحانه، وبحمده.
والله أعلم.
المصدر : https://islamqa.info/ar/500929
لا تنس الصلاة والسلام على خير الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
0تعليقات