ذِكر الله سِياجٌ حافظ
عادل بن سعد الخوفي[1]
ذكر الله سبحانه وتعالى دليل على يقظة المرء وصحة تفكير وحياة قلبه، قال صلى الله عليه وسلم: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت) أخرجه البخاري ومسلم.
يا الله كم هو فارق كبير بين الحي والميت، بين من يذهب ويأتي ويضحك ويأكل ويشرب ويعمر الكون ويصل الرحم وبين من هو جثة هامدة لا حول لها ولا قوة.
إن ذكر الله خطوتك الأهم لحماية حياتك الزوجية والأسرية، إنه السياج الحافظ، إنه القرب من الرحمن الرحيم، والاستعاذة من الشيطان الرجيم، ففي مسلم عن جابر بن عبدالله، أنه سَمِعَ النَّبِيَّصلى الله عليه وسلميَقُولُ: (إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُمْ وَلا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ).
دخول الإنسان بيته ذاكرًا الله سبحانه وتعالى هو استصحابه للسكينة والطمأنينة حين لقيا زوجه وأولاده، وهو أيضًا خير معين لتجاوز ما قد يحمله من شحناء أو ضيق أو مشكلات بقيت آثارها حين وجوده خارج المنزل، فيدخل بنفس صافية هادئة ذاكرة لله سبحانه وتعالى.
لنتأمل حديثه صلى الله عليه وسلم الذي يؤكد فينا ما ينبغي أن نعتاد عمله في بيوتنا: (إذا كان جنح الليل، أو أمسيتم، فكفوا صبيانكم، فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليها شيئاً، وأطفئوا مصابيحكم ) أخرجه البخاري ومسلم.
إن الأمر بذكر الله الذي رأيناه يتكرر في هذا الحديث ثلاث مرات يوجهنا لأن تكون بيوتنا عامرة بذكره، تنفر منها الشياطين التي تأنس للأماكن الخالية من ذكر الله، فذكر الله عز وجل يمنع الشيطان من دخول البيت.
ولنتصور هذا البيت الذي يدخل الزوج فيذكر اسم الله، وتدخل الزوجة فتذكر اسم الله، ويخرج الزوج بذكر الله وتخرج الزوجة بذكر الله، وبين هذا وذاك هم بين تسبيح وتحميد وتكبير، فأي مكان سيجده الشيطان في هذا البيت العامر بالذكر والعبادة.
حين يكون ذكر الله لغة مشتركة بينك وبين شريك حياتك فإن العلامة البارزة في مسيرتكما الزوجية هي الرضا والقناعة والبناء والنجاح، ولتسعدا بالبركة التي تحل فيها الملائكة وتنفر منها الشياطين.. فهنيئاً لكما.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/109913/#ixzz4YsxWmsbU
0تعليقات