عن البخاري ومسلم رضي الله عنهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)·
يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبعة من الناس يتسمون بأخلاق حميدة وأعمال صالحة يظلهم الله في ظله حين تدنو الشمس يوم القيامة من رؤوس الناس· وهؤلاء هم:
1- الإمام العادل:
هو الإنسان العادل في رعيته الذي يحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسوله الكريم فكل منا راع في رعيته فالأب راع في بيته والمدير راع في عمله والمدرس راع في مدرسته وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته قال وحسبت أنه قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته ·
2- شاب نشأ في عبادة الله:
فهو الشاب الذي نشأ في طاعة الله وعبادته، لا يعرف إلا القرآن، وذكر الله عز وجل وهذا الأمر عزيز ونادر لكن من الناس من ينشئه الله نشأة حسنة ويربيه على طاعته، وفي الحديث: (يعجب ربك سُبحَانَهُ وَتَعَالى من الشاب ليس له صبوة) ومعنى الحديث: أن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى يتعجب فوق سبع سماوات من شاب لا يعصي الله عز وجل، يتعجب أن هذا الشاب عنده قدرات وطموح وقوة وفتوة، ثم لا يعصي الله عز وجل، فيتعجب الله عز وجل منه·
3- رجل قلبه معلق بالمساجد:
وهذه صفة لطائفة من الناس من الأخيار يؤتيهم الله من الاستقامة، فهم لا يتركون صلاةً إلا وصلوها في المسجد وذلك حباً في صلاة الجماعة وابتغاء رضا الله عليهم وعفوه عنهم وهذا ليس معناه ترك العمل والتفرغ للصلاة في المسجد ولكن أدِّ عملك ولكن إذا سمعت النداء حي على الصلاة حي على الفلاح اترك ما في يدك ولبِّ النداء·
كان عليه الصلاة والسلام -كما تقول عائشة رضي الله عنها - يشتغل بمهنة أهله·· يقطع مع أهله اللحم، ويخسف نعله ويرقع ثوبه، ويحلب شاته، ويكنس بيته، وهو أشرف من خلق الله عز وجل، قالت عائشة رضي الله عنها: (فإذا سمع النداء، قام من مجلسه، فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه)·
4- رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه:
وهذه من أعظم درجات المحبة أن تجد صديقا لك يأخذ بيدك للذهاب إلى الصلاة أو لحفظ القرآن أو لفعل الخيرات فهذه المحبة عند الله عظيمة وقد ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه سلم في حديثه الشريف عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلاّ لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)·
5- رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله:
إن فتنة النساء من أخطر الفتن، وإن كثيراً من الناس ربما يصمد أمام الكثير من المغريات وقلما أن تجد من يقف أمام فتن النساء والمعنى من ذات منصب أنها رفيعة الشأن ذات جمال متفق عليه لكل من يراها فعظيم الأجر والثواب إلى من تدعوه امرأة جميلة وذات منصب ويرفض خشية من الله وعقابه·
6- رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه
وهذا رجل تصدق بصدقةً لا يعلم بها إلا الله وهي من أحب الأعمال إلى الله·
7- رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناهُ:
معنى خالياً هنا مخلصاً أي ذكر الله بإخلاص وقلبه مستشعر بعظمة الله ففاضت عيناه بالبكاء·
0تعليقات